بینات

تآریخ النشر: 19:38 - 2018 December 26
الصهيووهابية الجذور والمنطلقات والغايات
المباينة الظاهرية بين الصهوينية والوهابية لا تعبر عن حقيقة هذه الافكار الظلامية الشيطانية التي مبدءا ومنتهى ومسارا لا تبتعد عن بعضها الا بقدر ما يخدم غاياتها التخريبية والعدائية للانسانية.
رمز الخبر: 123

المجانسة و المشابهة وصف حاضر في الكيانات التي تتبنى نفس المنهج المعرفي و تقيم مبناها الفكري على نفس المبادئ ، و المسير الانساني يكشف موقعية كل كيان بغض النظر عن العنوان التجميلي الذي يعلنه ، فالمسميات المتعاركة حالا يحتمل ان تكون متطابقة المباني و الاصول ، فالعراك اما ان يكون ناتج عن صدام احتكاري تنافسي على نفس الموقعية الفاسدة و الظالمة أو ان تكون علته محاولة قطع الطريق على المسير السماوي 0
الكيانات التي تتدافع و تتزاحم على تبوء ابراج الهيمنة الجائرة  و الاستبداد المجحف  تبدأ من نفس المنخفضات القيمية و تتماهي في برامجها و تسقف وجودها بنفس الغايات الضئيلة والآفلة ، والصهيونية كاطار فكري ابرزت قوة الشر المعاصرة في صورتها الوجودية و استطاعت لم شعث الاشرار ما بين رعاة وحلفاء و داعمين ومتصالحين ، الصهيونية جديرة بان تكون المسمى الذي تندرج تحته كل الكيانات المعادية للحياة ، و الوهابية السلفية تشترك مع الصهيونية في المنطلقات و الغايات و ها نحن نرى مآلات الصراع تتجه لنفس النقطة ، الوهابية التي نزعت نفسها من القيم السماوية وتأبطت الشر و تفطر وجودها عن الاجرام في حلته الكاملة و التي لم تترك موضع الا و كسته بالبشاعة و الجنايات ، الوهابية لا صلة لها بالاسلام المحمدي و دعواها بانتحال العلاقة مع السماء لا يماثلها الا دعوى الصهيونية المزيفة في كونها رابطة مقدسة بين الله وشعبه المختار، التقاطعات التي تتلاقى فيها الخطوط المتعرجة و المعوجة تدل دلالة اكيدة على التجانس الذي نستعرضه في هذه السطور ، فمناهج الشيطان وان تباينت شكلا و مسمى فانها تتشابه في رتبتها وتربتها و تتوحد في بذورها و جذورها و تتطلع لنفس الغايات و تنكب في ذات المآلات و تتطابق في البرامج و الهيئات و تتسلط عليها نفس الذوات المنحطة و الشاذة 0
واذا اردنا ان نستعرض النشأة والمنطلقات الصهيونية والوهابية و نسلط الضوء على مبدأها الوجودي و أساسها المبدئي والتي دفعت بكلتا الحركتين للجنايات التي اكبتها على الانسانية فان حالة المشاكلة ستعلن عن نفسها و سيتضح ان اكثر الاختلافات ظهورا يكمن فقط في المسمى و العنوان الديني الذي يلصقه جناحي الشر على الواجهة التي لا تبرز اكثر من حروف مقطعة ومنقطعة عن الحقيقة الواقعية و الجوهرية 0
وهذه المقابلة بين اكثر الحركات أثرا في عالمنا المعاصر لها أهميتها الجليلة ليس فقط على مستوى الربط الموضوعي و تشخيص الحال و التوفيق الى المعرفة الوافية بشان كل منهما على حدا ، فالمعرفة المجزأة لا تفضي الا بناء رؤية راشدة وواعية بما هو واجب ، فالتركيب والبناء القوي بقدر احتياجه للاجزاء القوية فهو لا يصير واقعا الا بعملية الربط المتين والمكين بين الاجزاء ، وادراك موقعية الصهيونية و الوهابية بشكل منفصل لن يساهم في وضع تصور كامل عن رتبة المواجهة والمجابهة اللازمة و حدها و اطارها الضابط ، او ادراك عظيم الدور الذي تتصدى له القوى الحية التي تشرفت تكليفا بالاداء و تعاظمت قدرا بالتضحية و تعالت معرفيا بوعيها وادراكها لحقيقة الصراع مع الشيطان الذي أحل نفسه في مسميات متعددة ولكنها افتضحت من حيث ثلاث ( من أين و في اين والى اين ؟؟)
وفي هذه المقابلة بين جناحي الشر ( الوهابية و الصهيونية ) والتي نحاول فيها اجراء منهج المقارنة التحليلي للمكونات الاجتماعية والسياسية والعلمية و الاقتصادية مع التدليل على ذلك من منطوقهم وسيرتهم و أحوالهم ما أمكن الا في المواضع المعلومة شهرة و الذائعة حالا ، و قد ابرزت هذه المقارنة حالة المطابقة والشراكة في المفاصل المميزة و المحددة لموقعية الكيانات البشرية وخاصة فيما هو متصل بالبدء من حيث الجذور والاصول التي تلم شمل التفاصيل وتربتها في امكنتها بعيدا عن الاحكام العرضية الغير بصيرة   000
الصهيونية مبدأ ومنطلق .....
الصهيونية التي كانت البشرية على موعد معها بعد مسلسل التداني من المعصوم السماوي الى الشيطاني السافل ، لذا فانه من الصعب احتساب نقطة وجودها الزماني الذي نبت على كل فساد و كان نزاعا للرصيد الضلالي للأحبار والرهبان والكهنة و الحاخمات ، و سنبدأ من حيث الحقبة الزمانية المتاخرة حيث الوجود اليهودي المنوط به القيام باعباء ومهام الصهيونية التنفيذي والذي كان يحيا الانعزال والنبذ من ملاك القوة المهيمنين على العالم / و الذين يغلفون كل منتجاتهم الفكرية و الوجودية بما يضمن و يؤصل هيمنتهم ، بريطانيا العظمى و من تابعها و التي استثمرت الاساطير التوراتية المحرفة و اعادت منتجتها بما يخدم اهدافها الاستكبارية  و قد كان لما اسموه الاصلاح البروستانتي دورا بارزا في اعادة بعث الافكار العنصرية المتحيزة لليهود بوصفهم كيان الهي منتخب0
 ففكرة الشعب المختار التي لم يكن لها وجود تفسيري مستقبلي و كانت تعبر عن ميراث قديم فقد حضوره و قد توجت الحروب الصليبية حالة العداء اتجاه اليهود من خلال القتل والتشريد و الملاحقة للوجود اليهودي و لكن موقعية اليهود الاصطفائية رجعت لتطفوا على السطح و اعتلاء سدة الثقافة المسيحية واحياء افكار مقبورة كفكرة ارض الميعاد اصبحت راية ترفرف فوق الرؤوس عاليا و بات تحويلها لواقع ليس في عهدة –الماشيح- المخلص كما كان يجزم اليهود بل صارت هدفا واقعيا لا غيبيا وسبيل تحقيقه هو مبدأ القوة و صارت بريطانيا هي -الماشيح - الذي سيفتح ابواب اورشليم لليهود الذين قاسوا كثيرا من حياة النفي و النبذ وان الاوان ليعودوا الى ديارهم ، ومع ان كل ما تعرض له اليهود من ظلامات و الام كان بفعل الكيانات التي تتبنى مظلوميتهم حيث ان مجتمعات الجيتو الانعزالة كانت صنيعة غربية و ان الجنايات التي لحقت بهم وبعيدا عن المغالطات و المغالاة في اخراجها حيث تم حصر الاستهداف العرقي الموجه ضد الانسانية من قبل النازية وكانه كان ضد اليهود وحدهم في اكبر كذبة في العصر الحديث قبل تسمية العصابات الصهيونية والوهابية بمسمى دول معترف بها ،و في نفس الحقبة التاريخية التي استهدف الغرب اليهود كرها لصنائعهم وطباعهم التخريبية كان الشرق العربي الاسلامي هو حضن الدافئ لليهود و الذي ادخلهم في جوفه دون اشتراطات و حتى النظام العثماني الحاكم كان يوليهم عناية خاصة سهلت بعد ذلك هجرتهم لفلسطين و قد كانت العلاقة تتاصل من خلال الرشاوي التي يقدمها اليهود للسلطة العثمانية التي كانت مستسلمة للضغط المالي بسبب غياب المؤسسة الاقتصادية القوية التي تستطيع ان تجابه التحديات المعاصرة وغياب السقف القيمي و الاخلاقي لمقررات الدولة العثمانية التي لم تحمل من مسمى الدولة الا مسماه الشكلي  ، كان اليهود حملة لميراث ثقيل من العنصرية تجعلهم يبصرون انفسهم كشعب الهي مقدس و يقبلون بالانعزال على ارضية ان من غير الجائز ان يتنجس طهرهم بالاغيار وان الحفاظ على الانتخاب الرباني يتطلب انعزالا عن العالم الذي كان يموج بالافكار و يتقلب بين الرؤى و يذهب سريعا في طريق العلم والحريات ، كانت العلاقة القائمة بين الكيانات المهيمنة على الوجود اليهودي و بين اليهود محكومة بتفسيرات ممجوجة للنصوص التوراتية فبعد ان كانت الالفية السعيدة الموعودة مجاز حسب تفسير اوغسطين صارت هي السقف الذي تستظل به فكرة نهاية العالم ، وبعد ان كان اليهود امة مجرمة منحرفة متهمة بقتل المسيح و اكتافها مثقلة بجنايات اجتماعية و وجوداتهم مبغوضة ومنبوذة و تعتبر عائق للتقدم و دخول عصر العلم ، صار اليهود مفصلا هاما في بناء المستقبل و صاروا يدعون دعا لاخذ موقعهم الريادي و الخلاص من مظلوميتهم و لكن الثمن الحاضر كانت فلسطين وشعبها و الوطن الاسلامي ككل ، اليهود الذين استوطنت نفوسهم فكرة احتكار الخيرية دون وجود دلالات موضوعية وشواهد فعلية عليها ، و تطلعت كياناتهم لمستقبل من صناعة الله ودونما مقدمات و مبادئ تؤهلهم لهذا الصعود المنتظر و المأمول ،و اليهود الذين اعتادوا الانغلاق والانعزال والنبذ حتى صار منية و مطلب لهم يسعون للحصول عليه اينما حلوا و حتى في المجتمعات التي لم يسمح لهم باقامة تجمعات سكانية انعزالية فان العزلة الشعورية و النظرة الاستعلائية و حالة الترصد الدائمة التي يحياها اليهودي اتجاه غيره كانت معلما هاما في ثقافته ، الصهيونية التي لملمت هذا الكم الكئيب من الخصال واضافت عليهم الصبغة السياسية التسويقية التي تجعل من الاعتداء نضال و من الجرائم بحق الضعفاء قتالا شريفا يستدعي التبجيل ، فخصال الشر تزاحمت في هذا الوجود العنصري الذي حول الدين لعرق ونسل منقطع عن القيم و المعتقدات ،  و قسم البشر لجماعة الله التي حازت صلته وانتخابه تبعا لمسماها مجردا عن أي شيئ اخر ، و كانت حالة الطبقية و الرتبية التي جزأت المنتسبين لليهودية حتى في عباداتهم وصفوفهم في محضر الرب امر اساسي في تشكيلهم الوجودي فالاستعلاء الذي جعل اليهودي لا يبصر غيره الا من منظار السلب و الاستغلال كان له شواهد داخلية من خلال الطبقية الدينية و المالية و العرقية التي كانت تحدد المركز الديني و الموقع الريادي لليهودي، الصهيونية التي انطلقت من الكنيس اليهودي فتلقفها حكام بريطانيا و دفعوها لتحل المشكل المستعصي للقوة الروحية الاسلامية و للوحدة الجغرافية في الشرق الاوسط و الذي ترصدوه على امتداد الزمان سواء كان بغزو مباشر و عبر حملات صليبية على الشرق او احتلالات استعمارية تقاسمت فيها الامبراطوريات الدول و لكنها مع ذلك لم تفلح بتامين مستقبلها و سلب هذه المنطقة من قواها الروحية و امكاناتها الكبيرة و مقدراتها، وكان الحل هو الصهيونية التي ستمثل نقطة متقدمة وموقعا احتلالي دائم يقع على عاتقه التقسيم و الفصل الجغرافي بين الساحل والداخل و بين الشمال ( الشام )و الجنوب (مصر )و يوظف كل مكنونات الشر التي عجن بها وجوده و فكره فصار قادرا على تدمير و هدم و تخريب كل جمال و خير و سلب و نهب الحقوق والمقدرات ، هذه هي الصهيونية التي تخلقت في رحم الفساد و الضلال و الانحراف و لكنها لم تكن المخلوق المشوه الوحيد الذي ولد من هذا الرحم 0
هذا الاستعراض يبرز ان الفكرة الصهيونية كانت راس الحربة التي يلوح بها الغرب نحو الشرق الاسلامي ، و هذا يستدعي بسط الفكرة و سبر اغوارها المظلمة و الكشف عن مصاديقها التي تاخذ اشكالا و مسميات مختلفة علنية و خافية داخل العمق المستهدف ، فالافكار اليهودية الاسطورية و معها الارث التاريخي الثقيل الذي حمله رواد الصهيونية الاوائل والذي صار اكثر تاثيرا في القرن السادس عشر حتى تم تتويجه في قرارات المؤتمرات الصهيونية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ، و قد كانت بروتوكلاتهم المسربة و تصريحاتهم و قراراتهم ترجمة لما يحملون للانسانية من شرور وكانهم الابن العاق الذي جاء من بعد لعنة وطرد لينتقم من بقية الاخوة وما الوهابية الا ابن اخر للانسانية ولكنه اكثر عقوقا واظهر شرا 0 تعتبر البروتوكلات الصهيونية وثيقة اصولية تعين المبادئ و تحدد الرؤية و المنهج لهذه الحركة و محتوى هذه البروتوكلات كشفت ما هو معاين من مخططات و مسير عملي لهذه الحركة الشيطانية ، و سنستعرض المبادئ التي كانت بمثابة الاسس التي بنيت عليها دولة الكيان و التي تفسر كل الشرور التي اكبتها الصهيونية على البشرية و التي كان لها مدخلية كبيرة في الحروب العالمية و الصراعات السياسية الدموية ان لم تكن علة و سبب يقف وراء كل الرزايا مما دفع الجمعية العامة للامم المتحدة لوصف الصهيونية " شكل من أشكال العنصرية " في قرار تاريخي في العاشر من نوفمبر عام 1975 ( قرار رقم 3379)
الصهيونية ليست اليهودية في اصل وجودها السماوي ، ولكن مسيرة الانحراف و ارادة التزييف لطلاب السيادة الجائرة وظفت كل خلل و تردي اصاب الديانات السماوية لخلق الفكرة الاكثر اجراما في التاريخ الانساني ، لا يجوز لنا ان نتبنى التصنيف الديني و المذهبي كمعيار للحكم و الا لوقعنا في ما نرفضه من افكار مختلة و اجرامية ، ولكن التتبع للاساطير التوراتية و الخرافات التلمودية و التفسيرات والتطبيقات الواقعية الشنيعة للحاخمات الذين يمثلون مركز القداسة المتقدم عند اليهود حتى في قبال الشخوص المعظمة تراثا كالانبياء السابقين  وعملية الفصل في المنطلقات بين اليهودية المحرفة المتجذرة و الصهيونية المستحدثة امر بعيد المنال ، فتعظيم حالة الاستعلاء على الاخر و ارساء قواعد العنصرية و الحط من قدر الامم الاخرى و تقديم اليهود كشعب الهي وتجاوز الخطايا التي اكثر منها بني اسرائيل حتى في حضور الانبياء و انسلاخهم عن ارادة الله الشرعية واصرارهم على العصيان رغم تتابع النعم عليهم ،ناهيك عن الاصول الايمانية التي سطرها كتبة النصوص توراة وتلمود والذين صوروا الاله بموجود متردد و متهور و كثير الندم و وصموه بالعجز و الجهل و حيزوه مكانا وزمانا و تجاوزوا في مقامات حاخاماتهم و اوضعوهم فوق مقام الرب و جعلوا الانتقاص من يهوه الاله امر لا يصل بصاحبه لكفر و خسران بخلاف من تطاول على الحاخمات والاحكام و التفسيرات التي اضافوها للشريعة فان في ذلك انسلاخا عن الدين ،الصهيونية ليست اليهودية ولا المسيحية ولكنها المحطة الشيطانية الاخيرة التي وصلت لها مسيرة الانحراف ، ولولا اليهودية والمسيحية المنحرفة لما كانت للصهيونية ان تولد زمانا ومكانا و اثبات ذلك ليس عهدة الموقف السياسي وحده والذي نرى فيه بوضوح حالة التزواج بين المنظومة السياسية الفاسدة و التي تآلف فيها الاستكبار و الخلفية الدينية و الغايات الاجرامية والبرامج المخادعة و المخططات الخبيثة والشخصيات التي جمعت القبح من اطرافه الاربعة ففطرتها قبرت و اخلاقها  محقت و منطقها اعوج ووجدانها مشوه 0

تعلیقات المشاهدین
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رای: