بینات

تآریخ النشر: 19:31 - 2017 February 27
يحسنُ أن لانأخذ المعنى المتبادر للذهن لكلمة الشهادة ،وأن لانحصر معناها ونعين محتواها ،بماهو متداول ،أو دارج وسار في أروقة المجتمع أو في غضونه وثنايتاه ،إن سعة معاني هذه الكلمة وتعدد مدلولاتها ،وكثرة احالاتها ...
رمز الخبر: 25
يحسنُ أن لانأخذ المعنى المتبادر للذهن لكلمة الشهادة ،وأن لانحصر معناها ونعين محتواها ،بماهو متداول ،أو دارج وسار في أروقة المجتمع أو في غضونه وثنايتاه ،إن سعة معاني هذه الكلمة وتعدد مدلولاتها ،وكثرة احالاتها ،بل بكلمة أبلغ ،وأفصح ،وأنفذ ،هي البحر في عمقه ،ورهبته ،وتنوع محتوياته ،وخاصة أثمنها ،وأنفسها ،وأغلاها مهراً ،كالدر مثلاً ،وهل ينال بغير الغائص الماهر المغامر ،الذي يسترخص كل جهد للفوز ببغيته ،واصابة هدفه ،هذا اذا كانت الكلمة أي (الشهادة) صدى لمحيطنا ،وظل لواقعنا ،أو واجهة لتصوراتنا وأفكارنا أو انعكاس لما يصدر من مشاعرنا ،وترشح عنه عواطفنا ،كالآمال والأماني ،والطموحات ،أو بما يشكل مقابلها وضدها ،أو عكسها ونقيضها ،كاليأس ،والقنوط ،والتشاؤم ،والضجر ،والتبرم ،والملل ، والسأم ،كما قد تكون موقعاً للرد الفعل ،ونفث ما امتلأ به الصدر من شحناء ،وما تميز به القلب من غيظ ،أو مادة لصنع التعلات والمبررات وفبركة الحيل ،للتغطية على الحاجات المدفونة ،وحجب الأغراض المبتغاة ،ما يعني دفع وابعاد صلاتها بالحق ،وامتدادها في الغيب ، وانصباغها أو انطباعها بالقداسة .
على وقع أمواج هذه المعاني الثرة ،وهذه الرموز الخصبة ،والعلمات الممتلئة ،وعلى أنغام هذا العشق الإلهي ،والإلتحام بالوجود وقد لفظ التعينات والتشخصات ،وشف ،ولطف ،عن كل ما هو مادي كثيف ، ومصلحي نفعي ، وعصبي أناني ، ندخل الى فضاء شهادة السيدة الصديقة فاطمة الزهراء ،(عليها أفضل الصلاة والسلام) ،ونكرم بالتمشي والرتع في روضها ،لنأخذ كفايتنا من الشجاعة ،ونصيب مقاديرنا من الإستقامة ،ونلبي مرادات شريعتنا المقدسة ،ونعب من حب العترة الطاهرة عبا ، لعل هذا يتيح لنا أن ننقل خيراتهم وبركاتهم ، ونحمل أخلاقهم وقيمهم ،ونزود بما لديهم مما أعطاهم الله ،الى عالمنا المأزوم والى اجتماعنا المكلوم ،والى علاقاتنا الممزقة ،والى ذلنا وانكسارنا ،وهواننا على الناس ،والى تبددنا واضمحلالنا ،بما نشأ في ثنايا ثقافتنا وفي ركاب قراءتنا لديننا ،بتبيت من عدونا ،من إحن وعدوات وخصومات مجانية ،ما ييسر لنا أو ييسر لقومنا سرعة التخلص من هذه الأمراض الوبيلة ،وعجلة الشفاء من هذا الكساح المقعد ،والإستجابة لنداء التصالح والتصافح والعفو ،والقفز الى اصلاح شؤوننا الثقافية والسياسية ،والإقتصادية ،وتلقف السلاح بمعناه الكبير والواسع لمقاومة عدونا ،وتحرير أرضنا ،أيها المسلمون إن المناسبة محرضة ومحفزة ،وإن مددها المعنوي والرمزي ،وأحسب أن لاقوة تضاهيه ،وتتفوق عليه ،مهما كانت وكيفما كانت ،وهو تحت اليد اذا عقد العزم ،وصفت النوايا ،ولقد أعطى ،وعطاؤه منتصب القامة ،مرتفع الهامة ،لمن كان له قلب وحس ،وإننا لنشعر بسنده ،ونجد آثاره بالرغم من البؤس ،والتشاؤم ،والظروف العصيبة ،أيها المسلمون هبوا هبة رجل واحد ،واهرعوا الى كهف الأمان ،عالم السيدة البتول فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام .

بقلم : السيد محمد الفاضل حمادوش
تعلیقات المشاهدین
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رای: