بینات

تآریخ النشر: 20:32 - 2017 February 17
تعاضدت الأدلة النصوصية و تساندت آراء المؤرخين على أن الواقعة مؤكدة زمانيا و مكانيا على ولاية الإمام علي عليه السلام للمسلمين يترتب على ذالك و اجب اطاعته و اتباعه في المنشط و المكره و الأخذ منه ، و ليس من غيره
رمز الخبر: 4

تعاضدت الأدلة النصوصية و تساندت آراء المؤرخين على أن الواقعة مؤكدة زمانيا و مكانيا على ولاية الإمام علي عليه السلام للمسلمين يترتب على ذالك و اجب اطاعته و اتباعه في المنشط و المكره و الأخذ منه ، و ليس من غيره ، الولاية ذات أبعاد و معاني تضم تحت جناحيها جميع عناصر الحياة و تنبيء عما بعدها ، ليس هي مقتصرة على الجانب السياسي كما يبدوا لقاصري النظر و كليلي الفكر ومن يمعن و يتدبر في بطون السنة من جميع المذاهب يتبين أن المسلمين قاطبة يقرون له بالإمامة و يسلمون له بأحقيته لها المتواتر في كتبهم أنه أتقى الناس و أعبدهم لله و أزهدهم في الدنيا و متاعها و أعلاهم مقاما ، و أكثرهم علما و أشجعهم في الحرب و أكرمهم في السلم ، و أبعدهم شأوا في الإنتصاف للناس من نفسه ، و في التسامح لكل من آذاه و أساء إليه أعطى ذات نفسه للإسلام ، الملكات ، المواهب العبقرية روحه جسده حسبه و نسبه أولاده و زوجه للإسلام ، نحن الآن نتفيئ ظلاله و نتمتع بثماره نبت زرعه فأينع ثمره ، هذا الزمان زمانه ألم ينفذ الخميني و نصر الله وعده ،و يفوا بعهده ويوسع رواق فكره إن العودة القوية للفهم و الإدراك العلوين ، اللذين لم يقطعا مع الماضي كوحي ، و كسنة ، و كأئمة معصومين ، و كدعاء يفتت الحجر و يذيب الحديد يقوي الضعيف و يعيد الأمل لليائس ، و يطامن من كبرياء المتكبر ، إنه ينتشل كل من غلب عليه هواه و غرق في لجة الخطايا و الذنوب يساعده على أن يرتفع و يلحق بالصالحين و يشمله مجلس الفاضلين .

إن هذه الأطر التي تشكلت انطلاقا من هذه المحطة التاريخية الكبرى بفعل خبر السماء قصد الحفظ و الحماية لهذا الدين من أن يؤول لمقاصد دنيوية و أهداف مصلحية تأتي عليه من الأساس لأن الإسلام كمعرفة عميقة و علم يتصل بالأرض و يرتفع عليها ، في نفس الوقت و كتعاليم تهيمن على حركة الحياة و تتحكم فيها و توجهها ، معلوم و بديهي أن هذا النمط من المعرفة كان محدودا في عدد أشخاص يعدون على أصابع اليد ، هو الإجتباء و الإختيار الإلهي(( إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)) .و هنا مربط الفرس هل نستطيع أن نفهم الإختيار و الإجتباء خارج إطار معارف النص المقدس كلا ذلك ضرب من الخيال إن لم يكن لوثة الخبال آية التطهير ، و آية الولاية رأس الأمر كله وفي القرآن الكريم آيات أخر تندرج في هذا السياق و معانيها تنضم الى هذه المعاني أي معاني آية التطهير و آية الولاية و آية المباهلة ، لكنها تستفاد من السياق و من الإشارات و الإيحاءات المتتكررة ،الى هذا المعنى المركز كعادة القرآن المجيد حينما يريد أن يثبت شيئا . و إلا كيف نفسر العواصف التي اجتاحت المجتمع الوليد ، و هزت أركانه ، من جراء خلافات حادة ، و شقاقات مخيفة ، كادت تأتي عليه من الأساس و تجعله في خبر كان ، أكيد أن سيدنا و شفيعنا وحبيبنا قلوبنا أبي القاسم محمد بن عبد الله صل الله عليه و آله و سلم ، كان متوقع بل متأكد بأن الذي وقع سيقع و شره على الإسلام و المسلمين سيكون وبيلا ، لأنه بحكم نصيب معرفة الغيب الذي خصه الله به ، و بحكم معرفته الدقيقة بالواقع بأن المسلمين بصفة عامة بالرغم من إيمانهم بالله و تصديقهم برسالته ، كثير منهم لم تتشرب قلوبهم عنصر الإيمان ، و لم ترقى عقولهم الى معرفة احاطة و ادراك تامين لهذا الدين و بتالي الإنصياع و التسليم عن رضا لقواعده و تعاليمه ، هذا الذي رتب وجود معصومين في المجتمع يكملون التعليم و التربية ، و نشر الوعي و اشاعت التنوير لهذا الدين الكبير فلنتذكر أن الهزيمة في أحد كانت نتيجة مخالفة تعاليم رسول الله صل الله عليه و آله و سلم ، فما بالك بمخالفة أكبر و أعظم .

مخالفة على مستوى قيادة الأمة دينيا و فكريا و سياسيا نتائجها الكارثية بالنسبة للأمة الإسلامية كانت على هذا المستوى .

إن ما يثيره هذا الخط الآن من تساؤلات ومن نقاش و حوار و حتى مجابهات و صدام و جبهات تتشكل و تغدق عليها الأموال و تحظى بالتأييد غير المحدود حتى من طرف أعداء الإسلام و المسلمين و يسود السخط و الإستنكار ، و التعجب للإسلام الذي يعرضه هذا الخط و كأنه خط جديد ظهر فجأة بفعل عوامل عرقية و طائفية و سياسية ، مع أنه خط معروف و مؤسس و تحدثت عنه كتب الفرق و ناقشته و ردت عليه أشياء و تحفظت منه أشياء و قبلت منه أشياء على كل ما قبلته منه هو الأساس و خاصة عند المذاهب الأربعة ، لو كان المسلمون كلهم منضوون تحت راية خط واحد و ينطلقون من فهم موحد للدين - لكنهم مختلفون في مذاهب شتى و اختلافهم قد يتباعد الى حد القطيعة و الإحتراب

و الشيعة وحدهم في خط يناقض و يضاد الخط الآخر لربما كان ذلك منطقي و بديهي أما و الأمر غير ذلك فالإنكار مكابرة و قفز فوق الحقائق : حقائق التاريخ و حقائق النصوص و حقائق الواقع .

مبارك للمسلمين بهذا العيد العظيم و نفعنا الله ببركاته و آثاره و تعاليمه و جعله ذخرا لنا في الدنيا و الآخرة . .

بقلم : محمد الفاضل حمادوش

تعلیقات المشاهدین
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رای: