بینات

تآریخ النشر: 23:04 - 2017 May 14
نتجول معکم في هذا الموضوع عبر أفياء الحياة اليومية نسبر أغوارها ونعرج، معها ضمن آليات وتجارب يرسمها لنا سماحة القائد آية الله السيد علي الخامنئي: وقفتنا هنا نتجول فيها عبر نصائح و إرشادات سماحته للشباب لتکون لهم هذه الشذرات عوناً في اجتياز مکان الحياة...
رمز الخبر: 68


نتجول معکم في هذا الموضوع عبر أفياء الحياة اليومية نسبر أغوارها ونعرج، معها ضمن آليات وتجارب يرسمها لنا سماحة القائد آية الله السيد علي الخامنئي:

وقفتنا هنا نتجول فيها عبر نصائح وارشادات سماحته للشباب لتکون لهم هذه الشذرات عونا في اجتياز مکان الحياة...

الوقفة الأولى: التفاهم

فيقول سماحتهکنت يوماً عند الامام الخميني (قدس سرّه) في زيارة مقتظبةوکان سماحته يريد قراءة صيغة العقد لزوجين شابين».فأشار سماحة الإمام لي أن تفضّل وکن أحد طرفي القبول أو الإيجاب، وخلافاً للتفصيلالذي اعتدنا عليه في قراءة خطب الزواج أوجز سماحته خطبة العقد وأعقبها في جملتين أو ثلاثة ثم توجّه إلی الفتی والفتاة قائلاًاذهبا وتفاهما مع بعضکما البعض».

فکرت مع نفسي أننا نطيل في الوعظ والإرشاد لنصح هؤلاء الفتية في اختيار الأمثل من الطرق لوصولهم الی جادة الصواب فيما أن الإمام أوجز کلموسوعة الحياة المشترکة بهذه الجملةاذهبا وتفاهما مع بعضکما البعض».

ثم يرکز سماحة السيد القائد الخامنئي علی معنی التفاهم السليم فيخاطب فيها الزوجين:

"اسعوا حثيثاً بأن تبنوا في السنوات الأوائل من حياتکما صرحاً للتفاهم والتوافقفيما بينکما وإذا بدر من أحدکم عدم تفاهم أو سوء تعامل لا يبادره الآخر بذات الشيء فالأجدر هنا أن تتفاهما معاً لأجل انجاح حياتکما المشترکة وإذا رأيتما أن أحدکما أخلّ بهذا التفاهم فليبادر الآخر بوضع أسسه سريعاً وهنا ستجدان ثماراً طازجةتؤتي أکلها لحياتکما تعبران فيها عن معاني السماح المدروس وبالتالي

التفاهم والذي سيساعدکما علی طي الحياة بنجاح".

ما معنی التفاهم بين الزوجين؟

يجيب سماحة القائد آية الله العظمی السيد علي الخامنئي عن هذا التساؤل في خطبة عقد زواج شابين حضرا عنده قائلاً:

«هل التفاهم بمعنی أن تری الفتاة أن الشاب المتقدم اليها يحمل کامل المواصفات التي علقت بذهنها؟

وإذا نقص مثقال ذرة من تلك الخلال والخصال المکونة في ذهن الشاب أو الفتاة لا يمکن لنا أن نصل إلی التفاهم؟

کلا، فليس هذا هو المراد والمغزی في مفهوم التفاهم بين الزوجين.

إنّما المفهوم هو أن نسعی بکلّ ما أوتينا من قوّة وبعد أن تحدّدت مسارات الحياة الزوجيةأن يسعيا للتصالح والحوار فيما بينهما وهذا هو التفاهم».

ثم يفصل سماحة القائد في ظل إرشاداته للشباب عن معنی التفاهم بين الزوجين قائلاًأول المطاف وبسبب أن

هناك نوعاً من الإختلاف في الرؤی والثقافة التي يحملها کلا الطرفين نری إستياءاً يعلو ملامح الزوجينيظهر شيئا فشيئا علی محيّا الحياة الزوجية فهل هذا الأمر يعني أن لاجدوی في هذه الحياة المشترکة؟!

کلاّ اذ لابد للانسان من السعي الحثيث لإصلاح الخلل وإذا لم يتمکن يسعی لأن يطبّع علاقته بالآخرويحفظ مفهوم التفاهم الأسري وهذا ما يتوجّب علی کل صاحب لُبّ سليم أن يفعله في موسوعة الحياة».

يؤکد سماحة القائد إلی إشارات دقيقة ربّما يعتبرها السامع لها أنّها ليست بمهمةلکنّها في الحقيقة أساس محور التفاهم فيقول سماحته:

"التفاهم في الأسر من اهم الواجبات في الحياة ،فليس من الصحيح أن يعتقد الزوجان أن قرارهما هو الذي يجب أن يتبّع ،وأن ينظرا إلی ما يرغبون فحسب اذ لابد ولاستمرار الحياة الزوجة أن يکون مبدأ التفاهم سائداً بينهما ،واذا رأيتم أن رأيکم لا يتحقّق فما عليکم إلاّ أن تتنازلوا في بعض الجوانب کي تستقيم الحياة.

فالتفاهم هو اساس بقاء الحياة الأسرية وهو الذي يولد المحبة والألفة بين الزوجين ومن ثمّ نزول البرکات الإلهية".

وفي ضرورة التفاهم يشير سماحته إلی عدم وجود إنسان کامل فيقول:

"إذا رأيتم شريك حياتکم يمتلك نقصاً معيّناً ولابدّ من تحمل مواقفه وأخلاقياته الخاطئة فتحمّلوا،إذ هو أيضاً وفي المقابل يتحمّل بعض مواقفکم وأخلاقياتکم الخاطئة".

يشير هنا سماحة السيد القائد إلی أن الإنسان ينظر إلی عيوب الآخرين فقط ولا ينظر الی عيوبه،وإذا سعی إلی النظر إلیها بفهمٍ وعى ضرورة التفاهم في الحياة الزوجية.

«في الزمن الماضي كانوا يقولون أن الزوجة يجب عليها أن تبادر إلى التفاهم مع زوجها وكأن التفاهملا يرتبط بالزوج مطلقاً وهذا في رأي الإسلام غير صائب فالإسلام يؤكد على تفاهم الطرفين فيما بينهما ،وأن يجعلا السماحة والألفة والعطف أساساً للحياة وأن لا تقتصر هذه المعاني على أحد الطرفين دون الآخر".

يشير سماحة القائد اية الله العظمی السيّد الخامنئي إلى علل هدم البنيان الأسري ويوجزها في قوله:

"الإسلام وضع تقنيناً عبر وسائل التربية الإسلامية لحلّ الخلافات الأسرية، وإذا وضع الزوجان هذه الوسائل نصب عينهما لإستطاعا الوصول إلى تفادي المشاكل والعبور عليها عبوراً سريعاً وأساس هدم البنيان الأسري هو عدم الإلتفات إلى هذه الوسائل التي وضعها الإسلام إذا لم يراعها الرجل ولم تتعرف عليها المرأة فالرجل يسيء التصرّف والمرأة لا تحسن التعامل".ِ


تعلیقات المشاهدین
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رای: