بینات

تآریخ النشر: 22:09 - 2017 April 10
يجب على كل أفراد المجتمع وعلى الرجال في البلاد الإسلامية أن يعلموا بأن نظرة الإسلام للمرأة هي عبارة عن تواجد المرأة في كل مجالات الحياة وعبارة عن تعلّمها وجدّها وسعيها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعلمي في المجتمع، ويجب أيضاً أن يعلموا ما هو دور المرأة وواجبها في محيط الأسرة وخارجه. ومع هذا إن للإسلام نظرة بينّة وواضحة بالنسبة للمرأة، وإذا أردنا أن نقارن هذه النظرة مع نظرة الثقافات الأخرى كالثقافة الغربية نجد أن النظرة الإسلامية ليست فقط قطعت أشواطاً كبيرة ومتقدمة بل لها تاريخ قديم يفوق عما هي عليه بالنسبة للرجل. وهذه النظرة الإسلامية الصحيحة للمرأة هي بسبب نجاح وتقدم البلاد وارتقاء المستوى النساء في هذه البلاد الإسلامية.
رمز الخبر: 31

يجب على كل أفراد المجتمع وعلى الرجال في البلاد الإسلامية أن يعلموا بأن نظرة الإسلام للمرأة هي عبارة عن تواجد المرأة في كل مجالات الحياة وعبارة عن تعلّمها وجدّها وسعيها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعلمي في المجتمع، ويجب أيضاً أن يعلموا ما هو دور المرأة وواجبها في محيط الأسرة وخارجه. ومع هذا إن للإسلام نظرة بينّة وواضحة بالنسبة للمرأة، وإذا أردنا أن نقارن هذه النظرة مع نظرة الثقافات الأخرى كالثقافة الغربية نجد أن النظرة الإسلامية ليست فقط قطعت أشواطاً كبيرة ومتقدمة بل لها تاريخ قديم يفوق عما هي عليه بالنسبة للرجل. وهذه النظرة الإسلامية الصحيحة للمرأة هي بسبب نجاح وتقدم البلاد وارتقاء المستوى النساء في هذه البلاد الإسلامية.

وفي مجال التكامل والنمو والترقي المعنوي للمرأة، إن المرأة لا تختلف عن الرجل في هذا المجال، يعني المرأة تستطيع أن تصل إلى أعلى درجات الكمال المعنوي كذلك الرجل يستطيع أن يصل إلى هذه الدرجات الرفيعة من النمو والتكامل المعنوي، فالمرأة تستطيع أن تصل إلى مستوى السيدة الزهراء (ع) والرجل أيضاً يستطيع أن يرقى درجات الكمال حتى يصل إلى مستوى الإمام علي (ع)؛ فالقرآن الكريم عندما يريد أن يذكر نموذجاً للإنسان المؤمن يختار من بين النساء، لا من الرجال {وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون...} {ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها..}. الله سبحانه وتعالى يذكر نموذجين من النساء بصفتها رمزاً للإنسان المؤمن لا رمزاً للمرأة المؤمنة، يعني الله تعالى عندما أراد أن يذكر نموذجاً لا مثيل له أو يندر مثيله بين بني الإنسان ومثلاً لأعلى درجات الإنسانية والتكامل المعنوي لم يذكره من العظماء ولا من الشخصيات العلمية والدينية والأنبياء (ع) بل ذكره من النساء، حيث ذكر امرأتين كنموذج حي للإنسانية والتكامل المعنوي، إحداهما امرأة فرعون {إذ قالت رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة}. هذه المرأة هي التي كافحت هذه القدرة المتغطرسة الطاغوتية المتمثلة بزوجها، هذه المرأة التي لم تخضع لظلم زوجها المقتدر الذي طغى بظلمه وعمله. إن عظمة هذه المرأة تتجلى في أن زوجها لم يستطيع أن يفرض عليها طريق الضلال وهي في بيته مع أن عظمته وقدرته الواسعة استطاعت أن تسيطر وتهيمن على ملايين الرجال وجعلتهم رهن إرادته، بل عاشت هذه المرأة حرة وآمنت بالله وتركت طريق فرعون وطرق الضلال واختارت الطريق الإلهي القويم، لذا ذكرها القرآن الكريم نموذجاً بارزاً لا مثيل له أو ندراً ليس لبني جنسها فقط بل للبشرية جمعاء رجالاً ونساءً.

المرأة الأخرى التي ذكرها القرآن الكريم هي مريم بنت عمران (ع) وأم عيسى (ع) {ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها..}. هذه المرأة التي وقفت كالجبل الأشم أمام كل الظنون السيئة والتهم التي توجهت إليها من قبل سكان مدينتها ومنطقتها وأخذت بيدها روح الله وكلمته، هذه الآية العظمى التي زرعها الله تعالى في نطفتها الطاهرة بقدرته وإرادته لتشق بها الظلام الذي كان مهيمناً على العالم في ذلك الزمان.

فهاتان المرأتان قد ملأتا الدنيا بنورهما وضيائها. النموذج الكامل للإنسان المثالي ولم ينتخب رجلين ولا رجل وامرأة ولا بد أن يكون لهذا الانتخاب سرّ خفي.

لقد جاء في الآية الشريفة من سورة الأحزاب أن الرجل والمرأة متساويان في الإيمان والقانون والخشوع والتصدق والصوم والصبر والاستقامة وحفظ العفة وذكر الله {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً}. إذن النشاطات التي تمارسها المرأة هي نشاطات مباحة وذلك بشرط المحافظة عليها. بممارسة المرأة لهذه النشاطات تضمن نصف الأيدي العاملة في المجتمع، حيث في الوقت الذي بدأت فيه المرأة بطلب العلم كان طلب العلم مقتصراً على الرجال وكذلك عندما دخلت المرأة ميادين التدريس أصبح عدد المعلمون ضعف مما كان عليه سابقاً وذلك قبل دخولها في هذا الميدان وعندما كان التدريس مقتصراً على الرجال فقط.

وقد أعطى الإسلام أهمية خاصة للمرأة في كل الأحوال سواء كانت زوجة أو أماً.

لاحظوا الأحكام الإسلامية هي منذ اللحظة الأولى من تشكيك نواة الأسرة هي إلى جانب المرأة. والإسلام يخالف تصرفات بعض الرجال الذين يحاولون فرض آرائهم وممارسة الظلم في حياتهم الزوجية.

إن المرأة هي التي تحافظ على الأسرة وتديرها، وهي العنصر الأساسي لبناء الأسرة وتشكيلها لا الرجل، لأن المرأة إن كانت عاقلة وفاهمة ومدبرة للأمور وربة بيت ممتازة تستطيع أن تحتفظ على الأسرة إن غاب الرجل عنها لسبب وفاته أو غيره، أما الرجل فلا يستطيع أن يحافظ على بنيان الأسرة إذا ما غابت المرأة عنها، ولهذا أكّد الإسلام على دور المرأة في داخل الأسرة. أرجو من الشابات والدارسات والسيدات المتعلمات والعالمات، أن ينتبهن جيداً كي تكون العقيدة الإسلامية نسبة إلى المرأة، جلية واضحة.

والإسلام ينظر إلى المرأة من خلال عدة جوانب منها: دور المرأة على أنها إنسانة في طريقها إلى التكامل المعنوي والنفسي. في هذه النظرة، لا يوجد أي فرق بين المرأة والآخرين. كان هناك نساء عظيمات وبارزات، كما كان من الرجال في القرآن الكريم، عندما يريد الله سبحانه وتعالى أن يضرب مثلاً للمؤمنين، يضرب المثل من النساء. إن نموذج وشخصية السيدة الزهراء (ع) من أرقى وأسمى الشخصيات الإسلامية، بل ونستطيع أن نقول أرقى شخصية على مدى التاريخ البشري.

كما أشار الرسول (ص) إلى هذه المسألة عندما قال للسيدة الزهراء (ع) "أما تحبين أن تكوني سيدة نساء العالمين"، حيث أجابت (ع): فكيف مريم (ع). يعني كيف أكون سيدة نساء العالمين وقد صّرح القرآن الكريم بأن السيدة مريم (ع) هي سيدة النساء، فأجاب الرسول (ص) قائلاً: إن مريم (ع) سيدة نساء عصرها، وأنت سيد نساء العالم من الأولين والآخرين.

إذا استطاعت الأذهان الساذجة والنظرات المحدودة أن تدرك شخصية السيدة الزهراء (ع) لأذعنت بأنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، هذه الشخصية التي استطاعت ومنذ نعومة أظفارها أن تصل إلى أعلى مدارج المعرفة والكمال المعنوي والعلمي، واستطاعت أن ترتقي منزلة الأولياء والأنبياء (ع)؛ فالسيدة الزهراء (ع) هي الفجر الذي أشرقت فيه شمس الإمامة والولاية والنبوة وهي السماء التي احتضنت كواكب هذه الولاية المتلألئة.

لقد كان الأئمة(ع) يكنون احتراماً وتقديراً وإجلالاً عظيماً لأمّهم الزهراء(ع).

إذا استطاع المجتمع الإسلامي أن يجعل من الزهراء وزينب (عليهما السلام) ومن النساء العظيمات اللواتي استطعن أن يتركن أثراً إيجابياً عبر التاريخ على العالم بأسره أسوة حسنة، تستطيع المرأة وفي ظل هذا المجتمع أن تصل إلى أعلى وأرقى مدارج الكمال الإنساني، وعندما تصل المرأة إلى هذه المنزلة الرفيعة من الأخلاق والكمالات المعنوية والأخلاقية تستطيع أن تربّي أولادها تربية صحيحة وأن تضمن جو أسري قيوم يستطيع كل من الرجل والمرأة أن يد سعادته ضمن هذا الجو السليم الآمن. لذا فتقدم وتطور المجتمع مرهون بحصول المرأة على حقها الطبيعي.

أيتها النساء الكريمات، أخواتي وبناتي المحترمات، إن العظمة والمنزلة الرفيعة التي وصلت إليها نساء صدر الإسلام لا تخص نساء ذلك الزمان فقط، بل المرأة وتحت ظل أي حكومة كانت وفي أي أسرة كانت تستطيع أن تصل إلى هذه العظمة والمقام الرفيع وذلك إذا كانت تربيتها صحيحة وصائبة. فزماننا حافل بنساء عظيمات حققن خطوات جبارة في مسيرة التاريخ البشري سواء في بلادنا أم البلدان الإسلامية الأخرى، فهذه الشهيدة الفاضلة بنت الهدى (رض) أخت الشهيد الصدر (رض) استطاعت أن تترك أثراً عظيماً في تاريخنا المعاصر وفي ظل حكومة ظالمة وطاغية، واستطاعت أن تؤدي دوراً في مسيرة الحركة الإسلامية فهي لا تقل عن الرجال شجاعة وكرامة حيث استطاعت أن تصل إلى أعلى درجات الكمال ونالت الشهادة التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، فحركتها هذه لا تختلف عن حركات الرجال ونهضاتهم لأنها حركة تكاملية تكشف عن عظمة الشخصية وجوهرها القيّم، فهكذا يجب أن تكون نساءنا.

ومجتمعنا أيضاً لا يخلو من أمثال هؤلاء النساء؛ فقد كان لنسائنا دوراً فاعلاً وهاماً في مسيرة الحركة الإسلامية أيام الحكم الجائر، وكذلك بعد انتصار الثورة الإسلامية ساهمت المرأة في تحكيم قواعد هذه الدولة المباركة. فهذه الأمهات والزوجات قدمن رجالاً أفذاذاً ومضحين دافعوا عن حريم الإسلام وبيضته وذلك خلال الصراع المرير الذي خاضته إيران مع أعداء الإسلام. وقد واجهت ورأيت العديد من هؤلاء النساء اللواتي كان عطائهن أعظم من الوصف والتقدير.

تعلیقات المشاهدین
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رای: